الفصل 048 : أنت مفصول من المدرسة!!

----------------------------------------

زاد اختناق (لورين) أكثر من السابق بعد سماعها لذلك القرار، فمستقبلها يعتمد على تلك المنحة الدراسية فصاحت وهي تتأسف بشدة:

"لا! أرجوك! إلا تلك! لقد درست جاهدة من أجل تلك المنحة الدراسية!! أرجوك!!"

كان (أورين) هادئاً جداً وظَل يراقب الوضع فقط بدون حتى أن يتزحزح من مكانه أو ينطق بحرف واحد. فرد المدير عليها:

"كان يجب عليك أن تفكري في ذلك من قبل. الآن أنتما الإثنان أخرجا من هنا!"

في تلك اللحظة تنهد (أورين) مطولاً ثم تحدث إلى (لورين) بكل هدوء وبرود:

"لا بأس يا (لورين)، لا حاجة للتستر من أجلي."

ثم نظر إلى أعين المدير في جرأة وقال:

"أنت ترى يا سيدي، كنت أردت أن أقوم بمقلب في أختي غير الشقيقة بأن أحبسها في مكتبك. لقد أحضرتها هنا بعذر أنك ناديت عليها ولكن ذلك لم ينجح وقد حبست نفسي هنا أيضاً معها."

لم يتردد المدير ولو قليلاً فصاح عليه:

"بالطبع، كان يجب عليّ أن أعلم..."

ثم نظر إلى (لورين) وقال لها بطريقة عادية:

"يمكنك العودة إلى فصلك يا (لورين). أنتِ لن تخسري منحتك الدراسية..."

ثم أعاد النظر إلى (أورين) ونظرة الإشمئزاز على وجهه وقال له:

"ولكن أنت يا (أورين)، أنت مفصول من المدرسة... إلى الأبد! لا أريد أن أراك في مدرستي بعد الآن!"

كان (أورين) قد قرر التستر على أخته حتى لا تخسر مستقبلها وخصوصا منحتها الدراسية، مقابل توقيفه من الدراسية لمدة أسبوعين لهو شيء عادي بالنسبة له، ولكنه لم يكن يتوقع بأن المدير سيغير رأيه وسوف يفصله من الدراسة بشكل نهائي. فقال له بعد أن حدر رأسه:

"حسنا سيدي..."

ثم صرخ عليه: "الآن أخرج من هنا!!"

**

بعد مرور دقائق قليلة...

توجه (أورين) مع (لورين) مباشرة بعد خروجهم من المدرسة نحو الزقاق الموجود بجانب الجسر حيث سيلتقون ب(آشماداي).

فظلا يبحثان عنه حتى وجداه واقفا يتحدث مع (جودي) بجانب ذلك البرميل الصدئ.

فقال (أورين) لأخته (لورين) بعد أن توقفا عن السير:

"لا تصنعي مثل ذلك الوجه الحزين يا (لورين)! لقد أخبرتك بأنه لا بأس، سوف يرجعونني إلى المدرسة، سوف أصلح ذلك!"

فردت عليه بينما تمسح دموعها: "حسنا، حسنا..."

ثم توجها مباشرة نحو (آشماداي) و(جودي) بينما يقول:

"دعينا نرى ما الذي وجده هذان الإثنان."

بعد أن رأتهما (جودي) رفعت يديها وبدأت تلوح بها إليهم بابتسامة، و(آشماداي) الذي لا يزال يرتدي نفس الملابس المدرسية قال لهما:

"مرحبا! آسف لأنني لم أستطع الحضور في الوقت لإنقاذكما."

فقال له (أورين): "حسنا، لا تهتم، على ما أظن أنه كان خطأنا."

في الجهة الأخرى سألت (جودي) (لورين):

"مرحبا أختي!! كيف سارت الامور؟"

فأظهرت (لورين) وجها حزينا ومحبطا وقالت:

".... لقد تم كشفنا من قبل المدير... ولكن لم يتم معاقبتي لأن (أورين) من تلقى اللوم... ولكن قد تم فصله."

تحولت ملامح (جودي) إلى الحزن أيضاً وقالت له:

"مــــاذا؟ حقاً؟ ماذا ستفعل الآن؟! بعد كل سنوات دراستك..."

لكن (أورين) كان هادئاً جدا وقال لها:

"لا تقلقي، لدي خطة. سوف استعيد مكاني في المدرسة بعد إنتهاء العطلة."

تغيرت ملامح (جودي) بسرعة وابتسمت بسعادة وقالت:

"ممتاز! أ قلت العطلة؟ نحن أيضاً لدينا خطط من أجل عيد الفصح..."

ثم نظرت إلى (آشماداي) وقالت له:

"أخبرهما يا (آشماداي)!"

تحولت الأنظار إلى (آشماداي)، ومن ثم بدأ يتحدث:

"حسنا، لقد اكتشفنا من هو (عزازيل)، الأمير الثاني. اسمه هو (كانيموتو تاداشي). هو ياباني ولقد سافر إلى مدينة كيوتو قبل 5 أيام."

تساءلت (لورين): "اليابان؟ إذا... فلقد أفلت منا؟"

فرد عليها (آشماداي):

"ليس من الضروري... يمكن لشخص ما يستطيع الذهاب إلى اليابان ويضعفه بذلك الرذاذ الخاص بكم، قبل أن ينتهي من القيام بأيّا كان ما ذهب ليقوم به هناك."

سأله (أورين): "هل أنت ذاهب إلى اليابان؟"

أجابه (آشماداي): "لا أستطيع مغادرة البلد لأني سوف أكون مكشوفاً. ولكن أنتم... يمكنكم القيام بذلك! رحلة عائلية!"

لكن (لورين) تساءلت:

"ولكن... نحن لا نملك المال حتى نسافر إلى اليابان لـ4 أشخاص، ولا حتى أنت ذلك."

فرد عليها (آشماداي) بكل ثقة:

"ليس لدي المال، ولكن... لدي جهات إتصال. هل سبق لكم أن سمعتم بـ

صراع العائلات

؟"

تساءلت (لورين) وهي لم تسمع بذلك الإسم من قبل: "

صراع العائلات

؟"

فأجابتها (جودي) بابتسامة:

"إنه برنامج عائلي للالعاب يُعرض على الهواء مباشرة كل يوم خميس على التلفاز! شارك فريقان، كل فريق مكون من 4 أفراد يواجهون بعضهم والفريق الفائز يحصل على رحلة إلى أي مكان يريد في العالم!"

فأكمل (آشماداي) كلامه السابق:

"يمكنني أن أجعلكم متسابقين في حلقة هذا الخميس. مالك القناة يدين لي بمعروف. سيكون عذرا جيداً! لا أحد سوف يشكك في عائلة تفوز في مسابقة. بعد ذلك سوف تجدون (عزازيل)، وتمسحون ذاكرته، وتستمتعون بما تبقى من رحلتكم هناك."

فصاحت (جودي) وهي تحدث أختها بسعادة:

"سوف نذهب إلى اليابان، يا (لورين)! الـيـــابـــان!"

لم تظهر الفرحة على وجه (لورين)، وقالت:

"ولكن... قد لا نستطيع الفوز بالمسابقة."

ابتسم (آشماداي) وأزال نظارته الشمسية وقال:

"هل أنتِ تمزحين معي؟ لدينا هنا (جودي)، فهي ذكية بجنون وأشك بأنه يوجد سؤال لا تعلم جوابه! إنها عبقرية! - ولدينا (لورين)، ذكية للغاية أيضاً، لديها موهبة كبيرة في الكيمياء وهي رياضية أيضاً! فهي جيدة في جميع الرياضات! - وعلى حسب ما أخبرتني به (جودي)، والدتك ذكية أيضاً، وجيدة للغاية مع الأرقام وتستطيع دائماً تخمن بما يفكر به الناس! وذلك سيكون مفيدا للغاية! - ثم لدينا (أورين)!"

فظل (آشماداي) يحدق بـ(أورين) وهو يبتسم و(أورين) أيضاً يحدق به منتظرا منه أن يقول شيئاً جيداً عنه.. فظلا يحدقان ببعضهم البعض لمدة بدون أن يقولاً شيئاً، حتى استدار نحو الفتاتان وقال:

"إذا، هل أستطيع أن أعتمد عليكم؟

حينها تغيرت ملامح (أورين) إلى وجه متجمد وبارد وخائب الأمل لانه أدرك أنه لا يعرف القيام بأي شيء مفيد."

فصاحت (جودي) بسعادة: "بالتأكيد! أنا متحمسة للغاية!"

وقالت له (لورين) أيضاً: "بالطبع!"

ثم أكمل (آشماداي) كلامه بينما (أورين) لم يغير ملامحه أبدا وظل يحدق به بعينيه ضيقتين:

"عظيم! إذا، تجهزوا من أجل هذا الخميس. وابدأوا بحزم أمتعتكم! أوه، ولا تنسوا مراسلتي بالمعلومات التي وجدتموها عن (إسماعيل)، سوف أظل أبحث عن المزيد من المعلومات عنه. الآن إذهبوا إلى المنزل. وإذا حدث شيء ما، فأنتم لديكم رقم هاتفي!"

ثم صاحت (جودي) مجدداً: "أجــل!!"

**

بعد مرور يومين..

ولم تتبقى إلى دقائق على منتصف الليل، كان (أورين) جالساً مع (لورين) على الكنبة بينما يشاهدان التلفاز في صمت واستمتاع، حتى جاءت (كارلا).

"مرحبا أعزائي! غدا هو يوم المسابقة! عليّ أن أقول بأنني كنت معارضة قليلا للفكرة في البداية، ولكن الآن أنا متحمسة! نحن نستحق تلك الرحلة! هل أنتم مستعدين ليوم غد؟"

أجابتها (لورين) أولاً:

"أجل! لقد شاهدت العديد من الحلقات السابقة الخاصة بالبرنامج، حتى أتعرف على أنواع التحديات التي قد نواجهها."

أخدت (كارلا) تصفق بطريقة أنثوية وبدون صوت: "رائع!"

كانتا (لورين) و(كارلا) متحمستان جداً للمشاركة بالبرنامج لذلك بالفعل قاما بالتجهيز نفسياً وعقلياً.

فسألت (كارلا) (أورين):

"وأنت يا (أورين)؟"

فقال لها (أورين) بينما عينيه لا تتزحزحان عن التلفاز:

"أجل، حسنا، سوف ألقي نظرة على ذلك غدا صباحاً."

في تلك اللحظة تغير مزاج (كارلا) بسرعة فائقة وصاحت عليه في غضب:

"اللعنة يا (أورين)، إذا خسرنا بسببك لأنك لا تأخد الأمر بمحمل الجد، فسوف تُعاقب بالبقاء في المنزل لمدة شهر!"

حتى قال لها وهو مرتبك وخائف قليلا منها:

"حـ-حسنا! سوف أكون متجهزاً!"

نسي (أورين) بأن (كارلا) من النوع الذي يحب التنافس بشدة ويكره الخسارة في أي لعبة أو تحدي.. فعاد حينها مزاجها بسرعة كما السابق، وابتسمت في وجهه ابتسامة ملائكية وجميلة.

قامت (لورين) من مكانها وقالت لها:

"حسنا، أنا سوف أخلد للنوم. أحتاج أن أكون منتعشة وقوية غدا!"

وضعت (كارلا) يديها على خدي (لورين) وقالت لها:

"حسنا عزيزتي، تصبحين على خير! أنا سوف أشاهد التلفاز قليلاً بعدها سوف أذهب لكي أنام أيضاً."

فقالت لها (لورين) أيضاً: "تصبحين على خير!"

وبعد مرور عدة دقائق من منصف الليل...

وفي الطابق العلوي.. التقت (جودي) ب(أورين) الذي لم يخلد للنوم بعد فقالت له:

"هاي!! أنت ما زلت هنا؟ اعتقدتُ بأنني فقط من لم يستطع النوم بسبب توتري لمسابقة الغد!"

أجابها (أورين): "أجل.. ولكن أظن بأنني سوف أخلد للنوم الآن. فيوم كبير ينتظرنا غدا! تأكدي بأن تحصلي على أقدر كافي من الراحة!"

جودي: أجل! تصبح على خير!"

يتبع..

2022/02/14 · 101 مشاهدة · 1238 كلمة
نادي الروايات - 2024